Monday, June 16, 2008

انا هنا

اسير تائها واستمر وانا مازلت تائها .امشى نعم امشى فى كل الاتجاهات ولا اعرف الى اين وماالمغزى من ان اسير هكذا ولكنى اسير واسير لكنى تائها هائما , اجهل ما افعل وها هنا انا امشى فى الطريق وهذا القدر من الوجوة فى عينى ,ارى اناسا كثيرون ,من هم ؟ لا ادرى ,ومن ثم اواصل السير ,من هذا الذى ينظر فى عينى هكذا؟ ماذا يريد؟ لما ينظر هكذا ؟لا ادرى , وها قد وصلت الى هذا المكان , ارى اناسا كثيرون يتنافسون فى الوصول الى ذلك الشىء لكى ينقلهم الى اماكن عملهم , وها انا اقف بينهم ضائعه فى الطريق,وينادى على اصحابى "هلمى يا امانى ! اسرعى ! اسرعى!" ولكنى لا اتحرك انظر اليهم باعين حائرة وارسل اليهم نظراتا تائهه , وما هذا الشاب الذى يجرى نحوى ويريدنى ان افسح له المجال لكى لكى يلحق بهذا الشىء, وهذه الفتاه التى وقفت بين هؤلاء تحاول اللحاق بمكان لها وهاهى قد نجحت وعثرت لها على مكان بعد ان تهرولت ملابسها من شده الزحام .ومازلت انا واقفه لا ابالى , حقا لا ابالى , لما ؟ لست ادرى , لكن هاهى عينى تذوب فى الخيال , تائهه , سارحه , فى ماذا؟ لاادرى . وهاكل الناس من حولى قد رحلو , وها انا قد عثرت لى على مكان , ادخل لاجلس بجوار هذا الفتى وها انا انظر عبر زجاج السياره بعينين تائهتين , اننى انظر فعلا ولكنى لا ادرى الى ماذا انظر ! لا ارى شيئا بالفعل ورغم ذلك انظر لا ادرى الى اى شىء انظر , ولكنى مازلت وها قد وصلت لمحطتى الاخيرة , من هؤلاء الناس ؟ انهم كثيرون لا احد يشبه الاخر , كلهم مختلفون , وها انا ضائعه بينهم , هائمه اسير الى اين ؟ لا ادرى , ومن هؤلاء ؟ انهم شابان يجلسان على سيارة سوداء ومعهم فتاتان قد خلعن ثوب الحياء وهاهم يضحكان وبصوتا مصطنع يتحدثان , لما هما كذلك ؟ لا ادرى , وها انا سائرة الى جامعتى ادخل وانا اود الا ادخل , اجلس ولا استوعب شيئا , ثم مع اصحابى نترك الجامعه ونسير هائمين فى الطريق نضحك ونتحدث , تاتى صديقتى الى بصوتا خافت , امانى ! امانى! انظرى ماذا هناك؟ واذ بشابا وفتاه يجلسان ويضع كلاهما يده فى يد الاخر , ينظر كلا منهما فى عين الاخر , يتهامسان بينما انا وصديقتى نستعجب ونضحك وبسخريه نقول "يا جمالكو!" وها انا عائده الى بيتى , اسير فى نفس الطرق , وهاهى جارتنا تجلس وتنظر الى , التفت اليها لتلتقى اعيننا فابتسم لها ابتسامه عريضه قائله لها "السلام عليكم" فترد على السلام , اواصل انا سيرى ,اخيرا هاهو بيتنا ادخل وانا لاادرى لما خرجت منه اساسا , تنادى امى من ؟ اقول انا يا امى , انا هنا , واخيرا ادرك اننى ليس لدى مكانا غير بيتى لاقول فيه انا هنا ويعلم فيه غيرى بوجودى , غدا يحدث ماحدث الامس وامس الامس , اتابع سيرى الى اين ؟ لا ادرى ماالمغزى؟ لا ادرى حقا لا ادرى ,لكنى اريد ان ادرى قبل ان تنهمر تلك الدموع المحتبسه فى جفونى , من يدرى ! قد اعلم الى اين اسير . كيف؟ لست متاكده ولكنى اشعر بان لابد لى من شريك حتى اعلم الى اين اسير. فانا هنا سوف اسير اليه ومعه .لما؟ انا ادرى ولاول مرة ادرى , لانى لا استطيع العيش بدونه وهاهى عينايا فى عينيه لا انزلها , اتواصل معه من خلال عينيه , نعم الان استطيع ان ارى ما بداخله , ان المس روحه , يالله ما اجمل الحياه هنا! اريد ان اظل هنا , الان استطيع ان احدد اين انا , انا هنا فى هاتين العينين نعم انا هنا ..

No comments: